الفيزياء :
الفيزياء هي علم الطبيعة، بمعنى آخر الفيزياء هي دراسة طبيعة و قوانين كل شيء خلقه الله، فعندما ندرس السقوط الحر أو تمدد الأجسام فإننا ندرس القوانين التي وضعها الله فيما يتعلق بهذه الظواهر، و كما قال الشعراوي رحمه الله:"عندما خلق الله هذا الكون فإنه سبحانه وضع قانوناً لكل شيء خلقه"، و هذه القوانين التي تحدث عنها الشعراوي هي ما نطلق عليه اسم الفيزياء، و عليه فإن كل شيء يسير في هذا الكون وفق قانون معين وضعه الله تعالى، فالأرض تدور حول الشمس، و الأجسام تسقط نحو الأسفل ما لم تتعرض لقوى معاكسة، و الإنسان المتعلم يعلم جيداً أن أحداً من الخلق لا يستطيع تغيير قوانين الكون مهما بذل من جهد و مهما وصل من علم.
الفيزياء ومعجزات الرسل :
لقد كتب الله لفيزياء الكون ألا تغير مسارها أبداً إلا في حالات خاصة جداً هي ما يسمى بالمعجزات، و لنأخذ مثلاً معجزة موسى عليه السلام عندما تحولت العصا إلى حية، لقد ألقى السحرة حبالهم و عصيهم، و خيل للناس من قوة السحر أنها جميعاً تحولت إلى أفاع، و لكن الحقيقة التي يعرفها و يراها السحرة جيداً هي أن الحبال و العصي مازالت جماداً عديم الحياة، و عندما ألقى موسى عليه السلام عصاه رأى السحرة أنها تحولت إلى حية حقيقية، لقد رأوا خروج الفيزياء عن مسارها المعروف، فالجماد الميت لا يمكن أن يتحول أبداً إلى كائن حي له روح مهما فعل الإنسان، و لكنهم رأوا بأعينهم الخبيرة التي لا تسحر أن العصا الجامدة ميتة الخلايا تحولت الى كائن حي يتنفس و يأكل و يجري الدم في عروقه، عندها فقط علموا أن موسى عليه السلام مبعوث من خالق الفيزياء ذاتها، فلا أحد في الكون يستطيع تغيير مسار الفيزياء سوى خالقها و واضعها بنفسه، فخروا ساجدين لأنهم علموا الحقيقة
وكذا الأمر بالنسبة لباقي الرسل، لقد منح كثير منهم معجزات تتحدى قوانين الطبيعة المعروفة ليعلم أقوامهم أنهم بعثوا من خالق الطبيعة بنفسه فيصدق من أراد الحقيقة و يكذب عامداًمن أراد الضلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق